Hasil (
Bahasa Indonesia) 1:
[Salinan]Disalin!
قضية السجع في القرآن الكريم دكتور أحمد عبد المجيد محمد خليفة الأستاذ المشارك بالكلية الجامعية بمكة المكرمة ـ جامعة أم القرى يعد السجع من مميزات البلاغة الفطرية ، فهو يجري على ألسنة البشر في أكثر اللغات ، بصورة فطرية ، ومضطردة ، في أمثالهم ، وحكمهم ، وخطبهم ، لما فيه من موسيقا رائعة ، لا ينكر دورها في التأثير على العقول والقلوب . بل هو علامة من علامات رقة الأسلوب ونصاعته ، ورونقه وجزا لته ، وكلما كانت الألفاظ المسجوعة ذات رقة ورنين ، ومعني كريم ، وأناقة وحسن ترنيم ، فإن النفس الإنسانية تشتاق إلى سماعها ، والأذن ترتاح إلى إيقاعها . المفهوم اللغوي للسجع :يقول ابن منظور : سَجَعَ يَسجَع‘ سَجـعًا : استوى واستقام ، وأشبه بعضه بعضا . والسجع : الكلام المقفى ، والجمع‘ أسجاعٌ وأساجيع .. وسَجَّعَ تَسـجيعًا : تكلم بكلام له فواصل‘ كفواصل الشعر من غير وزن (1) .وقال ابن دريد : السجع : هو موالاة الكلام على روي واحد .. وسجعت الحمامة إذا رددت صوتها (2) على وجه واحد ، وكذلك سجعت الناقة في حنينها (3) ، ومدت حنينها على جهة واحدة .. وفى المثل : لا آتيك ما سَجَع الحمام‘ . يريد الأَبَدَ (4) .أما السجع في الاصطلاح :فقـد عـرّفـه البـلاغيـون فقالوا : " هـو أن تتـواطأ الفـاصلتان في النـثر على حرف واحد " (5) . وبمعنى أوضح : هو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير في الكلام المنثور . وهو يعد في النثر كالقافية في الشعر . وأصل السجع الاعتدال في مقاطع الكلام مما تميل إليه النفس ، ويستسيغه السمع ، وليس الوقوف في السجع عند الاعتدال فقط ، ولاعند توافق الفواصل على حرف واحد ، فلو كان الأمر كذلك لغدا جميع الأدباء يكتبون سجعًا (6) . وإنما ينبغي ان تكون السجعة غير قلقة ، و لا نافرة في موضعها ، فلا تساق لأجل أن تؤثر عن طريقها وحدها على النفوس ،ويوحي من وراء التعبير بها بالمعنى المراد . وأن تكون ألفاظها رقيقة عذبة ،لا ركيكة ولا متكلفـة ، بعيدة عـن الغثاثة والـبرودة ، وأن يكون اللفظ فيها تابعًا للمعنى ، وليس المعنى تابعًا للفظ . كما يجب أن تكون كل فقرة من فقرات السجع دالة علي معنى غير معنى الفقرة الأخرى وإلاَّ كان تكرارًا ، وترادفًا للمعنى ، وتطويلاً يبعد بالسجع عن مواطن البلاغة والجمال ، وعن الهدف الذي أريد منه . وقد كان السجع في الأسلوب القرآني أفضل مثال يحتـذى به ، إذ لم يتعمد القرآن الكريم السجعة من أجل أن يؤثر من خلالها على نفوس البشر ، أو من وراء التعبير عن المعنى المقصود ، بل كانت السجعة في آياته مستقرة في قرارها ، مطمئنة في موضعها ، غير قلقة ولا نافرة ، يتعلق معناها بمعنى الآية الكريمة كلها ، تعلقًا تامًا ، بحيث لو استبدلناها بكلمة أخرى غيرها ، ولو كانت تؤدي نفس السجعة ، أو أبعدناها من مكانها لاختل المعنى تمامًا ، وأصبح مبهمًا . بل كانت روعة السجعة في القرىن الكريم ، وإحكامها ، وتنسيقها معجزة في حد ذاتها . إذ أنك تحسب الألفاظ فيها منقادة للمعنى ، ثم تمعن النظر ،وتقدح الفكر ، فتشعر أن المعنى منقادٌ إلى الألفاظ ، ثم تحسب العكس ، وترجع الكرة مرة أخرى فتصير منه إلى عكس ما ذهبت ، ثم تنتهي بعد ذلك كله إلى عجز ذريع عن معرفة أيهما يكون تابعًا للآخر ، من شدة تمازجهما ، واختلاطهما في موضعهما . فقد بلغت السجعة في القرآن الكريم من البلاغة منتهاها ، زمن الفصاحة أقصاها إلى حد الإعجاز البياني . وتستطيع أن تتبين هذا الإعجاز في جميع آياته ، وكلماته ، فكل كلمة قد وضعت في مكانها ، وكل حرف قد صادف موقعه . أقرأ مثلاً سورة " الرحمن " ، وسترسل في قراءتها على سجيتك ، وامعن نظرك في جمال عرضها ، وتناسق أفكارها ، وتسلسل معانيها ، ثم أرجع البصر كرتين ، كيف بُـدئت ؟ وكيف ختمت ؟ وكيف تقابلت أوضاعها وتعادلت ؟ وكيف تلاقت أركانها وتعانقت ؟ وكيف ازدوجت مقدماتها بنتائجها ووطأ أولاها لأخراها ؟ ثم تأمل هذا النغم الموسيقي الجميل الذي يسري في جميع آياتها ، الذي أحدثه السجع العالي الرائع : (( الرَّحـمَـن‘ ، عَلَّمَ القُـرءَانَ ، خَـلَقَ الإنـسَانَ ، عَـَّلـمـَه‘ الـبَـيَــانَ)). فقرات قصار ، وصوت ندى ، ونشيد إلهي ، ومعان ربانية ، تأخذ سبيلها إلى القلوب والعقول ، في أسلوب إيقاعي ، تبهرك موسيقاه ، وتستولي على الوجدان أنغامه وألحانه ، فهو السحر الحلال ، الذي جمع بين مزايا النثر والشعر على السواء ، فلا تجد في السورة قيود القافية الموحدة ، أو التفعيلات التامة ، بل تجد موسيقا رائعة ، تتعانق مع حرية التعبير الكاملة ن وجمال التصوير الطريف ، الذي يعرض مظاهر الكون ، وحقائق الوجود . ويسوق القيامة وأهوالها ، والجنة ونعيمها ، والنار وعذابها ، في مشهد حي متحرك ، فإذا الغائب حاضر ، وإذا النفس سائرة مع الآيات تتأمل نغم الرحمن فيخلق الإنسان ، وتسخير الشمس والقمر بحسبان ، ووضع الميزان ، وبعد كل نغمة من النغم يعقب الرحمن بهذه الآية الكريمة (( فَبِـِأَيِّ ءَالآءِ رَبِّكُـما تُـكَـذِّبَانِ ))
فلا يملك الإنسان إلاَّ أن يسجد عقله ، وأن يزداد يقينه ، وأن ينطق قلبه ولسانه قائلا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب ..
قضية السجع في القرآن الكريم
تحرج بعض القدماء في استعمال السجع ، بل نفى البعض منهم وجوده في القرآن الكريم نفيا قاطعا ، وسمى هذا الذي يُظَـنُّ أنَّـه سجع فواصل . وكان على رأس هؤلاء : عليبن عيسى الرماني المعتزلي (ت314هـ) ، والقاضي أبو بكر الباقلاني (ت403هـ) ، وجل الأشاعرة ، وكانت حجتهم ـ كما يزعمون ـ أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قد نهى عنه ، واستندوا على ذلك على ما روي من أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) أمر رجلاً بدفع ديَّــة جنين ، وبـيـَّن له مقدار الدِّيـة (7) ، فقال الرجل : يا رسول الله ، أنغرم من لا أكل ، ولا شرب ، ولا صاح ، ولا استهل ، فمثل هذا يُـطَـلُّ؟!
فقال عليه السلام مستنكرًا هذا التقعر في الكلام " أسجع كسجع الجاهلية"؟ وفي روايات أخرى : "أ سجعا كسجع الكهانة ؟! ، ومنها " أ سجاعة بك ؟ " ن ومنها " أسجع كسجع الأعراب ؟ ، ومنها " لسنا من أ ساجيع الجاهلية في شيء " (8) .
فقد كانت في الجاهلية طائفة من العرب تحترف الكهانة ، وتدعي علم الغيب ، وفي سبيل ذلك كانت تتكلف القول ، وتتصنع السجع حين تخبر عن المغيبات ، ويكون لكلامها وقع عند ذوي النفوس الضعيفة فتصدقه ، لما تجده فيه من الغرابة ، لأنه كلام خارج عن مألوفها ، بعيد عما عهدته في استعمالها . وكان سجع هؤلاء الكهان ثقيلا على السمع كريه الوقع على الأذن .ونذكر من أمثلة هذا السجع قول سطيح الكاهن : عبد المسيح ، جاء إلى سطيح ، وهو موفٍ على الضريح ، لرؤيا الـمُوبَذان ، وارتجاسِ الإيوان "
ومن ذل
Sedang diterjemahkan, harap tunggu..