إن عملية تعليمية مهارة الكلام ليست

إن عملية تعليمية مهارة الكلام ليست حركة بسيطة تحدث فجأة، وإنما هي عملية معقدة وبالرغم من مظهرها الفجائي إلا أنها تتم في عدة خطوات. وهذه الخطوات هي استثارة، وتفكير، وصياغة، ونطق.
قبل أن يتحدث المتحدث، لابد أن يستثير، والمثير إما أن يكون خارجيا، كأن يرد المتحدث على من أمامه، أو يجيب على سؤال طرحه مخاطبه، أو يشترك مع الآخرين في نقاش، أو حوار، أو ندوة وما إلى ذلك من المجالات المختلفة التي ترد فيها المتحدث على مثير خارجي.
وهكذا أرى أن المتحدث الجيد هو الذي لا يتحدث إلا إذا كان لديه داع الكلام، وهو الذي يفكر فيما سيحدث به، ويرتب أفكاره بطريقة منطقية، ثم يضع هذه الأفكار في قوالب وصياغات لغوية سليمة وجذابة، ثم ينطق نطقا صحيحا خاليا من الأخطاء اللغوية.
والمتحدث الجيد هو الذي يتحدث عن شيء يعرفه تمام المعرفة، يل ويهتم به أيضا. وعلى ذلك فالمفهوم الجديد الذي نريد أن نلتفت النظر إليه هنا يقوم على أساس النظرية الوظيفية في التربية.
فأصول المناهج قد فرضت أن من أهم الميادين التي تشتق منها أهداف التعليم، المجتمع الذي يعيش فيه المتعلم. فحين نعلم أو نربي لابد أن نهتم بجمل المتعلم قادرا على القيام بالمطالب أو الوظائف، أو المعلم التي يتطلبها منه المجتمع الذي يعيش فيه. ومعنى هذا بالنسبة للتعبير أن مراحل التعليم العام ينبغي أن يتجه تعليم التعبير فيها إلى تمكين التلاميذ من القيام بجميع ألوان النشاط اللغوي التي يتطلبها منهم المجتمع. وبذلك ينبغي أن يكون الأساس الذي يقوم عليه تعليم التعبير هو ألوان النشاط اللغوي محادثة ومناقشة ورسائل وغير ذلك من الأنشطة الوظيفية.