ﺍﻷﺑﻮﺓ ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﺔ : ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔ

ﺍﻷﺑﻮﺓ ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﺔ : ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ

ﻋﻤﺎﻥ - " ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﺍﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮﺑﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ." ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ .
ﻫﺬﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻸﻡ ﻏﺪﻳﺮ ﻋﺰﻣﻲ، ﺍﺫ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺃﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ . ﺗﻘﻮﻝ : " ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺍﺻﺒﺢ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺘﺰﻣﺘﻦ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻭﻻﺩﻫﻦ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺘﻪ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻬﻮ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ " ، ﻭﺗﻀﻴﻒ : " ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻣﺎ ﺃﻭ ﺍﺑﺎ ."
ﻟﻌﻞ ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻻﺑﻮﺓ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ . ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺗﺆﻫﻠﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺁﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻣﻬﺎﺕ ﺃﻓﻀﻞ، ﻭﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﻥ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻨﺎ، ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ . ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ، ﻳﺒﻘﻰ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻘﺪﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻄﻔﻠﻴﻬﻤﺎ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ . ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺊ ﺟﻴﻼ ﺻﺤﻴﺎ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻧﺎﺟﺤﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﺴﺆﻭﻻ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺸﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻬﻤﺎ ﻛﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﻼﻥ ﻣﻮﻟﻮﺩﻫﻤﺎ ﺍﻻﻭﻝ؟
ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ . ﻓﺎﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻳﺘﻌﺮﺿﺎﻥ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻌﻴﻨﺔ / ﻣﺜﻼ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻓﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻻﻃﻔﺎﻝ ﻣﻬﻤﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﺗﻐﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ . ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﻋﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ " ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﺍﻻ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ " ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻏﺪﻳﺮ ﻋﺰﻣﻲ ﺃﻥ " ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻭﺍﻟﺪﺍ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ .. ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ " ، ﻭﺗﻀﻴﻒ : " ﻟﻢ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻵﻥ . ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻫﻮ ﻃﻔﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﺍﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ."
ﺃﻣﺎ ﻋﺎﺩﻝ ﺭﺷﻴﺪ ﻓﻴﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﺑﻮﺓ ﻏﻴﺮﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻴﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : " ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﺍﺭﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻫﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻃﻔﺎﻝ . ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺷﺎﺑﺎ ﺟﻬﺪﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﺄﻗﻠﻢ ." ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻋﺒﻴﺪﺍﺕ : " ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻧﻤﻮﻩ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﺮﺍﺣﻞ، ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺍﻻﺷﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻧﺘﺄﻗﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻢ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﺃﻭ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎﺱ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻭﺍﻟﺤﺒﻮ، ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺪﺍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ / ﻷﻧﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ."
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺗﺠﻠﺐ ﻣﻘﺪﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ، ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﻃﻔﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﻳﻨﻄﻖ ﺃﻭﻝ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ . ﻭﻳﺸﻴﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻷﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻭﺍﻟﺪﺍ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻫﻮ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ ﻧﺤﻮﻫﺎ . ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ : ﻫﻞ ﻳﺤﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻃﻔﻞ؟ ﻫﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﺃﻡ ﺍﻧﻪ ﺳﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ؟ ﻓﺎﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻳﻤﺮﺍﻥ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻜﺮﻩ، ﻭﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪَﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻗﺪ ﺗﻘﻮﺩ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻧﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﻣﻬﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﻣﻬﺎﺕ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﻻﺧﻄﺎﺀ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ .
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻻﺑﻮﺓ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ . ﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﺎﻧﻬﺎ : ﻣﺜﻼ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ . ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻻ ﻳﺨﺎﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﺜﻖ ﻛﻼ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻨﻔﺴﻴﻬﻤﺎ : ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺿﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﻭﻧﺼﺎﺋﺢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻭﻟﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻄﻔﻞ، ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﺑﻌﻤﻞ ﻫﺎﻡ، ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﺑﺎﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺬﻝ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻭﺩ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ، ﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .
ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔ