الباب الثالثالإطار النظريأ‌. مفهوم

الباب الثالث
الإطار النظري
أ‌. مفهوم سيكولوجية الأدب
الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف و أفكار و خواطر و هوجس الإنسان بأرقى الأساليب الكتابة التي تتنوع من النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر. الأدب هو ما يؤثر من الشعر و النثر.
كانت كلمة "سيكولوجية" تتكون من كلمتين هما "سيكي (psyche)" و "لوكوس ( logos)". كلمة سيكي تؤخذ من psyche و هي كلمة يونانية بمعنى النفس، وكلمة لوكوس من يونانية أيضا و هي بمعنى العلم. فسيكولوجية مرادفه في العربية هو علم النفس، فمعنى علم النفس لغة هي علم يبحث عن النفس، إما النفس ظواهرها وعمليتها وكذلك خلفيتها.
علم النفس هو علم الذي يبحث في سلوك الناس وتصرفاتهم و أعمالهم من حيث هي مظهر للظواهر النفسية.
لقد شاع استخدام اصطلاح علم النفس في كثير من المجالات والصحف اليومية، والرأي الشائع عن علم النفس أنه يهتم بدراسة العقل Mind ويتفق ذلك مع الأصل اليوناني Greek Root للكلمة التي تعنى العقل أو الروح Soul ولكن علماء النفس أنفسهم ينجنبون وضع الفروض عن طبيعة العقل النفسه.
أما السيكولوجية الأدبية هي التخصصات بين العلم النفس و علم الأدب، وأساسا درس السيكولوجية الأدبية مسويا بدرس الإنسان من داخل. كما قالت راتنا (Ratna) أساسا تعطي السيكوجية الأدبية إهتماما على المشكلات النفسية الشخصية فالأعمال الأدبية. نظرية لفهم علم النفس الأدب للخطوات التى يمكن أن تبدأ بطريقة ثلاثة، واحد منهم من خلال فهم نظريات سيكولوجية ثم يحلل الأعمال الأدبية.
لا تحل السيكولوجية الأدبية مشكلات علم النفس، ولكن هدف السيكولوجية الأدببية هو فهم الجوانب النفسية التي في الأعمال الأدب، خاصة فيما يتعلق بالنفس.
وقالRenne wellek, Austin Warren في كتاب " النقد العربى" أن مصطلح السيكولوجية الأدب يشمل بأربعة تعرفات، وهي:
1. دراسة المؤلفة جانب الطبعية و السيكولوجية
وقد رأى فرويد أن المألف الذي يفر من حقيقة الحياة لأنه يشعر بعدم قدرته على استيفاء حاجته وخصوصا غريضته، ثم حياته خيالية هو يحصل جوابة. كان المألف يستطيع أن يربط خياله بصناعة الإنتاج الأدبي. وأما القارئ يستلم إنتاجه لتدبر الحياة.
2. دراسة الابتكار
إن عملية الابتكار يحتمل على طبقات في تأليف إنتاج المؤلف. ابتدأ من الدافع اللاشعور لإبراز لأن النتائج الأدبي حتى إصلاحه في إنتاجة، ومن معظم المؤلفين أن الطبقة الأخيرة في إنتاجة طبقة الابتكار الحقيقي.
3. دراسة النظرية والمظمونة السيكولوجية في الإنتاج الأدبي
كانت السيكولوجية يطبق على أبطال في الإنتاج الأدبي لأنه مناسب لشرح حالة الإبطال وطريقة الحكاية. ونظرية السيكولوجية تزيد قدر استاطيكية Estetika ويفيد للمؤلف وللقارئ حدة القدرة على الملا حظة في بوادر نفوس الأبطال في الإنتاج الأدب.
4. دراسة تأثير الأدب من ناحية القارئ
كان الأدب مؤسسة اجتماعية بواصلة اللغة. والإنتاج الأدبي في جانب السيكولوجية القارئ لأن حقيقة الأدب ترسم صورة حياة الإنسان وبوادر المجتمع الذي كان القارئ في ذلك المجتمع.

ب‌. سجمند فرويد و نظره
1. حياته و النشأته
ولد سجمند فرويد في عام 1856 م من أبوين يهودين في مدينة فرايبرج بمورافيا التى تعريف الآن بتشيكوسلوفاكيا. وفي سن الرابعة انتقل مع أسراته الى مدينة فيينا. كان فرويد دائما تلميذا متفوقا، حيث احتل المرتبة الأولى في صفه عند تخرجه ، وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره التحق بمدرسة الطب التي مكث بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق عادة أربع سنوات فقط. ويرجع ذلك إلى متابعته وانشغاله بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب. ولم يكن فرويد مهتما في الحقيقة بأن يصبح طبيبا ولكنه رأى أن دراسة الطب هي الطريق إلى الانغماس في البحث العلمي .
فرويد كما يقول مؤرخو تاريخ الأفكار أحد العمالقة الثلاث إلى جانب داروين ونظريته عن النشوء والارتقاء والى جانب كوبرنيك، أحد هؤلاء العمالقة الذين جرحوا نرجسية الإنسان وأزالوا القناع عن مركزية الذات والوعي الانسانيين سواء اتجاه العالم الخارجي أو اتجاه الأقاليم الروحية للانسان. أراد فرويد أن يكشف الغطاء عن الطبيعة البشرية بدل أن يتركها سجينة سلطة البيولوجيا، أراد مساعدة الإنسان على أن يحيا حياته الفردية في المجتمع.

2. مدرسة التحليل النفس
مؤسس هذه المدرسة الطبيب النمسوى "فرويد" الذى سبق أن أشرنا الى كشفه عن الجانب اللاشعورى من النفس. بدأت هذه المدرسة طريقة لعلاج بعض الأمراض النفسية ثم أصبحت نظرية ونظاما سيكولوجيا كان له أبلغ الأثرليس فقط في علم النفس بل وفي سائر العلوم والفنون الإنسانية من علوم الإجتماع والتربية والسياسة الى الأدب والفن وتاريخ الحضارة الانسانية وغيرها. ومما تنفرد به هذه المدرسة :
1. توكيدها أثر العوامل والدوافع اللاشعورية في سلوك الإنسان.
2. اهتمامها بدراسة الشخصية السوية والشاذة اهتمام بلغا : تشريحها وتكوينها وعوامل انحرافها. فإن كان علم النفس هو علم السلوك، فالتحليل النفى هو علم الشخصية.
3. توكيدها الأثر الخطير لمرحلة الطفولة المبكرة، خاصة علاقة الطفل بوالديه، في تشكيل شخصية الراشد وفي تمهيد الطريق للاصابة بالأمراض النفسية والعقلية فيما بعد، وكذلك توجهها النظر الى الأهمية النفسية لمرحلة الرضاعة التى لم يكن الأقدمون يهتمون بدراستها.
4. بسطها مفهوم الغريزة الجنسية ودراسة تطورها من الناحية النفسية وصلة ذلك بشخصية الفرد.
5. وقد كان "فرويد" أول من حاول تطبيق المنهج العلمى في تأويل الأحلام وصاغ نظرية ملتئمة عنها.
6. وكانت من أولى المدرس الحديثة التي أكدت وحدة الإنسان وقاومت الثنائية القديمة للجسم والنفس.
في أوائل الفترة من سنة 1900، عندما انفسلت المدرسة الوظيفيةعن المدرسة البنائية شهدت ايضا هذه الفترة تأسيس مدرسة السيكولوجية أخرى هي مدرسة التحليل انفسى Psychoanalytic School. ولقد ساعد على ظهورها حدوث تقديم في مجال التب النفسى و التنويم المغناطيسى ولقد قاد حركة التحليل النفسي عالم النفس النمسوي سيجمند فرويد Sigmund Freud وركز اهتمامه على العمليات العقلية اللاشعورية. ولقد كان فرويد رجلا من رجال الطب ومن المتخصصين في الطب العقلي وفي الأعصاب. وكان يهتم في المحل الأول بفهم وعلاج الاضطرابات العقلية، ولم يكن لديه إلا اهتمام قليل جدا بالمشاكل التقليدية الأكاديمية في علم النفس مثل طبيعة الإحساس أو الإدراك أو التفكير أو الذكاء. ولذلك أهمل فرويد مشكلة الشعور ووجه جهوده نحو فهم ووصف ما أسمه اللاشعور The unconsciousness وفي نظره كان هذا الجزء من الحياة العقلية لا يمكن سبر أغواره أو ارتياد مجهله بمناهج علم النفس السائدة في أيامه أي منهج الاستبطان أو منهج التجريب المعملي. وتبعا لفرويد